أبرز شبهات خوارج العصر : 10/يقولون ان حكام المسلمين اليوم كفار لأنهم لم يحكموا بما أنزل الله :
أولا : من نظر إلى حال العالم اليوم يجد أن معظم الخوارج المارقة والخوارج القعدية مطالبهم دنيوية فقط وقد كان خروجهم على حكامهم بسبب غلاء الأسعار وندرة الخدمات الأساسية مثل الخبز والبنزين والجازولين وما إلى ذلك. 
لذلك من نظر لحال الخوارج القعدية وهم قادات الإخوان المسلمين يجدهم أكثر نفاقا وكذبا وتدليسا ومثال ذلك في السودان مثلا عندما كنا نحذر العوام ونناصحهم بعدم الخروج علي الحكام فكان العوام يحاجوننا بهذه الشبهات ويستدلون بالآية (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ولما انتهت ثورتهم تفاجئنا بشعاراتهم الجديدة : مدنية .. حرية .. ديمقراطية .. دولة القانون ..الخ 
أرأيت كيف النفاق يصير? !!!
ثانيا : لم نجد أحداً من هؤلاء الخوارج القعدية انهم ثاروا على الحكام لأن الحكام لم يحاربوا العقائد الفاسدة والقباب والأضرحة الشركية المنتشرة في بلاد المسلمين لماذا ? لأنهم طلاب دنيا ماخرجوا إلا من أجل الدنيا. 
*فهذا هو فهم الشبهة وردها من جانب العوام وجماعة الإخوان المسلمين
*اما من جانب الخوارج المارقة بالسلاح فخلافنا معهم في فهم الدليل نفسه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فما هو فهم السلف لهذه الآية وتفسيرها :  
1-عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القران :
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالي (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال : من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق [أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة بإسناد حسن] .
وقال طاوس عن ابن عباس- أيضا- في قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال : ليس بالكفر الذي تذهبون إليه [رواه الحاكم في أثر صحيح عن ابن عباس(موقوف عن ابن عباس)] وفي لفظ كفرا لا ينقل عن الملة وفي لفظ آخر :كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق [رواه ابن جرير الطبري (12053/355/10) بإسناد صحيح عن ابن عباس] .
ولفظ ثالث : هو به كفره وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله
2- شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله :
*قال في مجموع الفتاوى (2/267) : والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً بإتفاق الفقهاء وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة /44] أي المستحل للحكم بغير ما أنزل الله
*وقال أيضا في مجموع الفتاوى (7/212) : وإذا كان من قول السلف إن الإنسان يكون فيه إيمان وكفر ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا : كفروا كفرا لاينقل عن الملة وقد اتبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة
3- الإمام السمعاني :
قال في تفسيره للآية (ج2/ص42) : واعلم ان الخوارج يستدلون بهذه الآية ويقولون : من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وأهل السنة قالوا: لايكفر بترك الحكم
4- الحافظ الإمام ابن كثير:
قال في تفسيره المسمى بـ [تفسير القران العظيم / ج2 / ص61] : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعناداً وعمداً وقال هاهنا (فأولئك هم الظالمون) لأنهم لم ينصفوا المظلون من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه فخالفوا وظلموا وتعدوا
5- الإمام أحمد بن حنبل :  
قال إسماعيل بن سعد في [سؤالات ابن هاني (ج2/ص122)] : سألت أحمد : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قلت : فما هذا الكفر? قال : كفر لاينقل عن الملة
*وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في [مجموع الفتارى (7/204)] وتلميذه العلامة ابن القيم في [حكم تارك الصلاة (60-59)] : ان الإمام أحمد رحمه الله سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم فقال : كفر لاينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيئ من ذلك أمرا لا يختلف فيه
6- الإمام القرطبي :
قال في [المفهم (117/6)] : وقوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب وهم الخوارج ولا حجة لهم فيه لأن هذه الآيات نزلت في اليهود المحرفين كلام الله تعالى كما جاء في الحديث وهم كفارفيشاركهم في حكمهما من يشلركهم في سبب النزول وبيان هذا : أن المسلم إذا علم حكم الله تعالى في قضيةقطعا ثم لم يحكم به فإن كان عن جحد كان كافرا لايختلف في هذا وإن كان لاعن جحد كان عاصيا مرتكب كبيرة لأنه مصدق بأصل ذلك الحكم وعالم بوجوب تنفيذه عليه لكنه عصى بترك العمل به وهذا في كل مايعلم من ضرورة الشرع حكمه كالصلاة وغيرها من القواعد المعلومة وهذا مذهب أهل السنة 
7-فقيه الزمان العلامة محمد بن صالح العثيمين : 
سئل في شريط [التحرير في مسألة التكفير بتاريخ (1420/4/22)] سؤالا فأجاب : أما فيما يتعلقنواصل ..
بالحكم بغير ما أنزل الله فهو كما في كتابه العزيز ينقسم إلى ثلاثة أقسام كفر وظلم وفسق على حسب الأسباب التي يبنى عليها هذا الحكم فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعا لهواه مع علمه بأن الحق فيمل قضى الله به فهذا لايكفر لكنه بين فاسق وظالم وأما إذا كان يشرع حكما عاما تمشي عليه الأمة يرى ان ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضا لأن كثيرا من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لايعرف الحكم الشرعي وهم يرونه عالما كبيرا فيحصل بذلك مخالفة وإن كان يعلم الشرع لكنه حكم بهذا وشرع هذا وجعله دستورا يمشي الناس عليه نعتقد انه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة اننا لانستطيع ان نكفر هذا وانما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقوله تعالى ( أليس الله بأحكم الحاكمين) وقوله تعالي (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) .