رد شبهات الصوفية في إباحتهم لـ عيد المولد : 6/وهذه أكبر شبهة للصوفية:
قالوا بأن ابن تيمية قد أجاز المولد: في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم
في اقتضاء الصراط المستقيم ص٤١٢ : فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . (يتوقف الصوفية عند هذا الموضع ) .. فقال ابن تيمية مواصلة لهذا الحديث: كما قدمته لك (والكلام الذي قدمه ابن تيمية هو في صفحة ٤٠٧ فقال : وكذلك مايحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والإجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي عيدا (وهذا الكلام فهمه ان اتخاذ مولد النبي عيدا هذا من البدع والله قد يثيب على محبة المرء للنبي بقلبه لا على البدع وكلمة يحدثه تعني هو بدعة محدثة) .. فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص وإنما كمال محبته وتعظيمه بمتابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر مابعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع ومع ما لهم فيها من حسن القصد والإجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة تجدونهم فاترين في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمروا بالنشاط فيه..
أولا: إن شيخ الإسلام ابن تيمية أكد على أن هذا الفعل بدعة بنص كلامه
ثانيا: قوله قد يثيبهم .دل على أن الله قد يثيب على محبة الإنسان بقلبه للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يثيب على البدع (بمعنى أن الله قد يثيب العبد على محبة القلب لا على البدعة ذاتها )
ثالثا: قوله(قد يثيبهم) يدل على عدم تأكيد الثواب لأنه قال(قد يثيبهم) ولم يقل(سيثيبهم) على سبيل التأكيد ؛ علما بأن هذا القول اجتهادا منه
رابعا: وقال ابن تيمية عليه رحمة الله بعد هذا القول: مع اختلاف الناس بمولده(أي اختلاف الناس في تحديد تاريخ يوم ولادته)
وقال في مجموع الفتاوى [ج ٢٥/ ص٢٩٨] : وسئل عمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم هل ذلك مستحب أم لا ؟ فذكر كلاما طويلا ثم قال: واما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي شهر رجب الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحان وتعالى اعلم.