شبهات الصوفية حول التمائم :
1/ الشبهة الأولى : يزعم القبورية بأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب حجابا وقالوا هذا الأثر جاء به الإمام البيهقي في دلائل النبوة :
أولا : الصوفية كاذبون لأنهم بتروا كلام البيهقي رحمه الله
الشبهة في دلائل النبوة الجزء سبعة باب مايذكر في حرز أبي دجانة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا فقال أبو دجانة فاخذته الى داري وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي ..الخ
لكن الامام البيهقي أتى بهذا الاثر ليخبرك انه موضوع باطل حرام القصة في صفحة ٨٨ وفي صفحة ٨٩ تحت علق على القصة فقال : هذا وقد روي في حرز أبي دجانة حديث طويل وهو موضوع لا تحل روايته والله تعالى أعلم
2/الشبهة الثانية : قالوا الصحابة بأنفسهم علقوا الحجبات في تفسير ابن كثير في تفسير سورة المؤمنون الاية ٩٨ (وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) قال ابن كثير : وقال الامام أحمد حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم من الفزع "بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" قال : فكان عبدالله ابن عمرو رضي الله عنهما يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها كتبها له وعلقها في عنقه (رواه أبوداود والنسائي من حديث محمد بن إسحاق) قال الترمزي حسن غريب .
أولا : هذا الأثر ليس فيه كلام أو نص بأنه كان يعلق تميمة أو حجاب
لكن هذه القصة لم تصح أصلا ولم يفعل عبدالله ابن عمرو بن العاص ذلك أصلا ولا غيره من الصحابة
فإن هذا الحديث الجزء المرفوع فيه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم من الفزع أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ..الخ فهذا صحيح فقد صححه العلماء كالألباني وغيره أما القصة التي تتبع (تلي) الحديث "فكان عبدالله ابن عمرو يعلقها في عنق أولاده فهذه القصة لم تصح لأن المحدثين قالوا تفرد بها محمد بن إسحاق وهو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي وهو عند المحدثين مدلس والمدلس إذا عنعن فروايته لا تقبل بل هي ضعيفة . قال الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب (تقريب التهذيب) عن محمد إسحاق في صفحة ٤٠٣ : صدوق يدلس رمي بالقدر والتشيع . ومن الاحاديث الصحيحة في تحريم الحجبات والتمائم : ١/ ماجاء في مسند الإمام أحمد من رواية عقبة بن عامر الجهني قال : كنت عاشر عشرة رهط جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع النبي تسعة وصافحهم وأبى أن يبايع واحدا قيل لم يارسول الله ؟ قال "إنه معلق تميمة" فأدخل الرجل يده في جيبه فقطعها ورمى بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من علق تميمة فقد أشرك"
٢/أورد المنذري في صحيح الترغيب وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب من رواية عيسى ابن عبدالرحمن ابن أبي ليلى رحمه الله قال : دخلت على عبدالله بن عكيم وهو أبو معبد الجهني رضي الله عنه وبه حمرى (والحمرى مرض مثل الطاعون) فقلت : يا عبدالله ألا تعلق وفي رواية أتى بها صاحب المشكاة قال : قلت ياعبدالله ألا تعلق تميمة؟ قال : الموت أقرب من ذلك وفي رواية قال : نعوذ بالله من ذلك . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من تعلق شيئا وكل إليه" وهذه الرواية ترد على شبهات كثيرة كلمة شيئا
٣/من رواية ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" الرقي نوعين :أ/ من القران والسنة فهي جائزة ب/ التي تكون بطلبات الجن
والتمائم : جمع تمية وهي الحجبات والتولة : عرق المحبة . وفي هذا الحديث له قصة بأن عبدالله بن مسعود دخل على زوجته زينب ووجدها معلقة خيط وقطعه وقال أصبح آل ابن مسعود أغنياء عن الشرك ..الخ فهذه القصة أوردها الألباني في السلسة الصحيحة وتبن له خلاف ذلك فهي قصة باطلة لأسباب : منها : امرأة صحابي ليس من الممكن أن تذهب إلى يهودي - إسنادها باطل كما ذكر الألباني نفسه
٤ مارواه ابن أبي شيبة من رواية ابراهيم بن يزيد النخعي رحمه الله تعالى (من أئمة التابعين) قال : كان أصحاب ابن مسعود(يعني تلاميذه) يكرهون التمائم كلها من القران وغير القران والكراهة عند السلف الأوائل يقصد بها كراهة التحريم وليس التنزيه ودليلهم ان الله ذكر كبائر وذنوب مثل الزنا والربا وأكل مال اليتيم ..الخ وختمها بقوله (كل ذلك كان عند ربكم مكروها)
. لكن التمائم التي هي من القران بدعة لأن القران أنزله الله تعالى للتدبر والعمل به وليس للتعليق (كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته)
* وقال العلماء : لا يجوز تعليق القران لأسباب منها :
١/لأنه يؤدي الى امتهانه لانك ستدخل به الحمام ويصب عرقك فيه وقد تكون على جنابة فتكون قد امتهنت القران
٢/ تعليق القران سبب وذريعة إلى تعليق غيره
٣/ لعموم احاديث النهي عن تعليق التمائم
فالتميمة من القران هي بدعة ومن غير القران هي شرك وكفر بالله تعالى