شبهات للصوفية في التبرك :
1/الشبهة الأولى : يقولون : كان الصحابة يتبركون ببصاق النبي صلى الله عليه وسلم ووضوءه وعرقه ..الخ
رد الشبهة :
أولا : لا يقاس أحد بالنبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا : هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم يتبركون به أقرهم فصارت سنة إقرارية ولكن فهم الصحابة الخصوصية فلم يتبركوا من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد لا بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهم أفضل البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على خصوصية التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وحدهر
2/ الشبهة الثانية : قصة تبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد : وقد نقلها ابن كثير عن البهيقي في البداية والنهاية الجزء 10 صفحة 145-146 أن الربيع وهو الربيع بن سليمان صاحب الشافعي قال : بعثني الشافعي من مصر بكتاب مقفل إلى بغداد أي إلى الإمام أحمد فلما فتحه الإمام أحمد بكى وسالت عيناه فقال هل فتحته? فقلت : لا ‘مافيه يا إمام? فحكى له قصة الشافعي بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له بشر أحمد بن حنبل بأنه سيبتلى بفتنة خلق القران فإن صبر سيرفعه الله درجات فقال الربيع للإمام أحمد : أعطني حلاوة البشارة? فنزع قميصه وأعطاه له فرجع به إلى الشافعي في مصر فقال له الإمام الشافعي : بله بالماء وآتني به حتى أتبرك به ..!!!!
رد الشبهة :
هذه القصة باطلة مكذوبة فقد قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء الجزء 12 صفحة 187-188 : وأما ماريروى أن الشافعي بعث الربيع بن سليمان إلى بغداد بكتاب إلى أحمد بن حنبل فغير صحيح ولم يكن الربيع بن سليمان صاحب رحلة
3/ الشبهة الثالثة : قصة تبرك الإمام الشافعي بقبر الإمام أبو حنيفة : أخرجها الخطيب البغدادي عن طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال نبأنا علي بن ميمون قال سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى ..!!!
رد الشبهة : هذه القصة أيضا غير صحيحة لأن عُمر بن إسحاق بن إبراهيم ليس له ذكر أبدا في أي كتاب من كتب الرجال كما قال الإمام الألباني لا جرحا ولا تعديلا وهو خلاف عَمر بن إسحاق بفتح العين وهذا لم يدرك هؤلاء فهذه الرواية باطلة وكذلك أبطلها شيخ الإسلام ابن تيمية في إقتضاء الصراط المستقيم بأربع حجج :
أولا : الإمام الشافعي ينهى في كتبه عن التبرك بقبور الصالحين
ثانيا : الإمام الشافعي ذهب إلى مصر والشام والحجاز واليمن وفيها مافيها من قبور الأنبياء والرسل والصالحين والصحابة فما تبرك بقبر واحد منهم
ثالثا : أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف وزُفر ومحمد وغيرهم لا يوجد رجل منهم جاء إلى قبر أبي حنيفة وتبرك به أصلا
رابعا : ماعرف التبرك بالقبور أصلا في عصر الإمام الشافعي ولو فرضنا بأن الشافعي تبرك فهل هذا دليل? ?!! إنما الدليل في الكتاب والسنة وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
4/الشبهة الرابعة : شبهة لمس عمر بن الخطاب للحجر الأسود وقال إنك حجر لا تضر ولا تنفع فقال له علي بن أبي طالب : بلى ياعمر إنه يضر وينفع! !!
رد الشبهة :
فهذه القصة مكذوبة وغير صحيحة لأن في إسنادها عُمارة بن جُوين وهو أبو هارون العبدي فقد نقل الذهبي عن صالح بن محمد قال : أبو هارون العبدي أكذب من فرعون . وقال شعبة : لئن أُقَدَّم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أروي عن أبي هارون العبدي.
فالقصة الصحيحة : إلى قول عمر "اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك" فهذه الرواية صحيحة صححها الألباني في الترغيب ولكن الزيادة قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "بلى ياعمر إنه يضر وينفع" فهذه مكذوبة لأن في إسنادها أبوهارون العبدي كما تقدم