تفنيد شبهات القبورية في قصة موسى والخضر:
1/قالوا : الخضر أعلم من موسى :
قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري في شرحه هذا الحديث والمراد بهذا الإطلاق هو أعلم منك تقييد الأعلمية بأمر مخصوص لقوله بعد ذلك إني على علم من علم الله علمني لا تعلمه أنت وأنت ياموسى على علم علمك الله لا أعلمه (أي بإعتراف الخضر نفسه) ولكن على الإطلاق موسى علمه وفضله ومكانته عند الله لاتقارن بمكانة الخضر عليهما الصلاة والسلام جميعا  
2/قالوا : الخضر رجل صالح وليس بنبي : قال ابن حجر ومن أوضح مايستدل به على نبوة الخضر قوله تعالى (ومافعلته عن أمري) وفي السنة رواية مسلم لنفس الحديث قال الخضر لموسى وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا شيئ أمرت به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر قال ابن حجر: وينبغي إعتقاد كونه نبيا لئلا يتزرع بذلك أهل الباطل (وهم القبورية) في دعواهم أن الولي أفضل من النبي حاشا وكلا
3/قالوا : الخضر أفضل من موسى : قال ابن حجر : وقع لبعض الجهلة أن الخضر أفضل من موسى تمسكا بهذه القصة وبما اشتملت عليه وهذا يصدر ممن قصر نظره على هذه القصة ولم ينظر فيما خص الله به موسى من الرسالة وسماع كلام الله وان أنبياء بنو إسرائيل كلهم داخلون تحت شريعته والخضر وإن كان نبيا فليس برسول ولو تنزلنا على أنه رسول فرسالة موسى أعظم وأمته أكثر فهو أفضل وإن قلنا ان الخضر ليس نبي بل ولي فالنبي أفضل من الولي وهو أمر مقطوع به عقلا ونقلا والصائر إلى خلافه كافر لأنه أمر معلوم من الشرع بالضرورة  
4/علم الظاهر والباطن والعوام والخواص : الإمام ابن حجر يصف عقيدة القبورية بأنها عقيدة الزنادقة فقال : ذهب قوم من الزنادقة إلى سلوك طريقة تستلزم هدم أحكام الشريعة فقالوا انه يستفاد من قصة موسى والخضر ان الاحكام الشرعية تختص بالعامة والأغبياء (مثل الصلاة والصوم والتوحيد والصدقة والزكاة..الخ) واما الاولياء والخواص فلا حاجة لهم إلى تلك النصوص بل إنما يراد منهم مايقع في قلوبهم ويحكم عليهم مايغلب على خواطرهم ..قال القرطبي المالكي وهذا القول زندقة وكفر لأنه إنكار لما علم من الشرائع .. فمن ادعى ان هناك طريقة أخرى يعرف بها أمره ونهيه غير الطرق التي جاءت بها الرسل يستغني عن الرسول فهو كافر يقتل ولا يستتاب وهي دعوة تستلزم إثبات نبوة بعد نبينا فإن الذي فعله الخضر ليس فيه شيء ممايناقض الشرع خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار قال القرطبي المالكي : فإن نقض لوح من ألواح السفينة لدفع الظالم عن غصبها ثم إذا تركها أعيد اللوح جائز شرعا وعقلا وأما قتل الغلام فلعله كان في تلك الشريعة لأنه عاقا للوالدين فشريعتهم تجيز قتل عاق الوالدين وهو مثل ما في شريعة بني إسرائيل من شروط التوبة عندهم قتل النفس (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) وأما إقامة الجدار فمن باب مقابلة الإسائة بالإحسان والمحافظة على الكنز الذي كان للغلامين والله تعالى أعلم
5/ حياة الخضر : (بعض القبورية يعتقدون بحياة الخضر كمن يقول لقيت الخضر في مكان كذا وأعطاني هذه الأوراد والأذكار ..الخ) فنقل ابن حجر الأدلة على موت الخضر والعاقل يكفيه دليل واحد قال تعالي (وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) (إنك ميت وإنهم ميتون) (ومامحمد إلا رسول.. )
فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب العلم ج1 صفحـــ268-263